هل المصارعة الحرة حقيقة ام تمثيل

 

لطالما كانت ولا تزال المحيطات من أعظم التحديات المعرفية التي يقف أمامها العلماء في حيرة وتوجس وغموض مستمر؛ فمعارف البشرية بخصوص المحيطات شحيحة جداً، وفي كل مرة يطفو فيها تحد علمي ما على سطح الاهتمامات وتستبد الاستفهامات بالقائمين على حل لغز ما في أعماق المحيط، أو يحدث طارئ كفقدان دائرة في المحيط أو غيرها، مما يتضح للعالم كم هو مجهول وغامض عالم البحار بالنسبة لنا، وكم نحتاج من سنة ضوئية لنجيب عن جل تساؤلاتنا في هذا العالم المحكوم بالغموض والحيرة.

 

من حقائق وأسرار المحيطات

إن المحيطات هي الجزء الأكبر من الغلاف المائي الذي يطوق الكرة الأرضية ، ويبلغ عدد المحيطات التي تطوق كوكب الأرض خمسة محيطات. ويغطي ماؤها ما يقارب من 71٪ من سطح الأرض، وهي موطن لأكثر من 230 ألف من الكائنات الحية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العلماء يعتقدون أن المحيطات تضم أكثر من مليوني نوع من أنواع المخلوقات البحرية التي لم يتم اكتشاف أسرارها إلا النذر القليل جداً؛ فرغم الاكتشافات العظيمة التي أُنجزت في الفضاء إلا أن البشرية لم تستكشف إلا أقل من 5% من المحيطات.

 

وفيما يلي توضيح لأنواع المحيطات المختلفة:-

أنواع المحيطات:

1-     المحيط الهادئ؛ وهو أكبر المحيطات إذ تبلغ مساحته نصف مساحة الغلاف المائي وأكثر من ثلث مساحة سطح الكرة الأرضية، ويحتوي على أعمق نقطة بحرية في العالم التي تعرف باسم خندق ماريانا بالقرب من جزر الفلبين .وتبلغ مساحة هذا المحيط حوالي 165.246 مليون كيلو مترا مربعاً.
2-     أما المحيط الأطلنطي أو المحيط الأطلسي؛ فتبلغ مساحته 82441 مليون كيلو متر مربع وأعمق وحدة فيه هي وحدة بورتوريكو 9219م.
3-     المحيط الهندي؛ حيث تبلغ مساحته حوالي 73443 مليون كيلو متر مربع، وقد تصل إلى 74917 مليون كيلو متر مربع، وأعمق وحدة فيه هي وحدة جاوة البالغ عمقها 7455م.
4-     والمحيط المتجمد الشمالي؛ حيث يشكل القطب الشمالي للكرة الأرضية ويحيط به على مساحة تبلغ حوالي 14 مليون كيلو متر مربع تقريباً، ويغطيه الجليد بصورة دائمة، وهو جليد دائم لا يرتكز على أية أرض يابسة، وفيه بعض الجزر التابعة لقارة أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا، وكما أن درجة الحرارة فيه تعد الأكثر انخفاضاً في العالم؛ حيث تصل إلى 70 درجة تحت الصفر وتبلغ أعمق وحدة فيه 1526 متر.
5-     أما المحيط المتجمد الجنوبي؛ فيتكون من الأجزاء الجنوبية للمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي التي تحيط بقارة القطب الجنوبي وتقع مناطقه بعد خط عرض 45 جنوباً من كل محيط؛ حيث تخف أو تنعدم كل التأثيرات المدارية وتتجمد مياهه معظم أيام السنة، وأعمق وحدة تصل إلى 6972م، وتبلغ مساحته حوالي 20 مليون كيلو متر مربع.

 

المحيطات ودراسات العلماء:

أُجري في الخمسينيات أول استطلاع دقيق هدفه مسح أعماق المحيط بأجهزة تسمى:السونار، وكانت النتائج صادمة لعلماء المحيطات؛ إذ إن أرضية المحيط التي تصوروها أرضاً مسطحة، تبين أنها بلا سمات واضحة أو معالم، فاكتشفوا أن بها تضاريس أكثر وعورة من الموجودة فوق سطح الأرض؛ فهي تحتوي على جبال أكثر ارتفاعاً وامتداداً من جبال الأرض، كما يوجد تحت سطح البحر سلسلة من البراكين التي تحيط بالأرض. وأدرك الجيولوجيون عندئذٍ الاختلافات في طبوغرافيا سلسلة جبال وسط المحيط منذ بداية السبعينيات، ولكنهم لم يكونوا قادرين على إيجاد تفسير مناسب لها.
 
وقد ظلت طبيعة هذا الانتقال غامضة إلى حد بعيد؛ وذلك لأن أغلب سلسلة الجبال وسط المحيط استقرت بعيداً في جنوب المحيط حول القارة الجنوبية، فظلت غير مكتشفة بشكل فعلي. وعام 1996م سجل قمر صناعي أمريكي لأول مرة بصورة واضحة معالم أحواض المحيط، مما مكَّن العلماء من عمل خرائط عديدة لبعض المناطق البحرية التي كانت مجهولة من قبل، وهذا ما ساعدهم أكثر في الوصول إلى أفضل فهم لأرضية البحار والمحيطات. لكن هذه الخرائط والمعدات التي يستخدمها البشر اليوم في مقاربات المحيطات مازالت في أوج تطورها، وهذا يكشف أننا مازلنا بعدين جداً عن الخوض في غمار المحيطات وفك ألغازها وانتزاع معلومات شافية وكافية من أغوارها، وبأن ألغاز المحيط لا تنضب وتحدياته ممتدة وعميقة وجل أسراره مازالت قيد المجهول المطلق.
 
وبهذا المقال نكون قد تعرفنا على معظم حقائق وأسرار المحيطات.

تعديل المقال