أخر المواضيع

جذري القرود.. ما هو وكيف نقي أنفسنا منه

 

جذري القرود.. ما هو وكيف نقي أنفسنا منه

مر العالم بأسره بمرحلة صحية صعبة جدا خلال السنوات القليلة المنصرمة وذلك بعد تفشي الوباء المعروف لدينا جميعا وباء كورونا بمختلف تحويراته واليوم وأخيرا بعد الاطمئنان لقدرتنا على التلقيح ضده وانخفاض نسبة الإصابة ليعود الينا أحد أقدم الكوابيس البشرية وهو مرض الجذري بنوع جديد مسمى بجذري القرود.

 

أصل المرض.. كيف بدأ جذري القرود:

 

مرض الجذري من أقدم الأمراض التي عانى منها الانسان طويلا، فأول تسجيل لظهور هذا المرض كان في الحضارة الفرعونية منذ أكثر من 23 قرنا وقع خلالها أعداد هائلة من الضحايا حتى سبعينات القرن الماضي.

 حيث انتصر الإنسان أخيرا ضد هذا العدو المرعب بانتشار حملة تلقيح عالمية واسعة، وأخيرا سجلت آخر حالة سنة 1977 وتم اعلان القضاء النهائي على المرض من قبل منظمة الصحة الدولية سنة 1980 ليكون أول مرض ينتصر عليه البشر وينتهي تماما.

 

اليوم وبعد مرور 42 سنة منذ اندثار هذا المرض يعود الى ساحة الأخبار العالمية بنوع مسمى بجذري القرود وهو نوع من المرض الفيروسي من أصل الحيواني تنقله العديد من أنواع الحيوانات أهمها القرود والسناجب.

 ورغم الاضطراب الإعلامي الكبير حول المرض الا أنه في الحقيقة ليس مرضا جديدا وهذا ليس أول ظهور له وإنما هو موجود مسبقا حيث كان خلال السنوات الماضية منتشرا بشكل حصري في مناطق الغابات الاستوائية وسط وغرب قارة إفريقيا وقد ظهرت أول حالات المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية سنة 1970.

 

انتشار جذري القرود وتطوره:

 

مرض جذري القرود تواجد خلال السنوات السابقة بشكل أساسي في قارة افريقيا فقط حيث تطور ليصل الى 11 دولة مختلفة ولم تسجل أي أصابات خارج هذه الدول الا لذا سياح انتقلت لهم العدوة خلال سفرهم الا أن هذه المرة مختلفة.

تختلف هذه المرة في كون المرض قد ظهر لأول مرة في قارة أوروبا وأمريكا عند أشخاص ليس لديهم سجل سفر الى الدول المصابة حيث تطورت حالات إصابة متعددة في العديد من الدول منها ألمانيا بريطانيا كندا إسبانيا إضافة الى 23 دولة أخرى.

مقارنة بمرض الجذري الذي تم القضاء عليه من قبل فمرض جذري القرود أقل خطورة وأقل قدرة على الانتشار، حيث ينتقل المرض عبر الملامسة والتعرض الوثيق للحيوانات الناقلة للمرض أو الشخص المصاب تحديدا الملامسة المباشرة للبثور الناجمة عن المرض من خلال التواصل الجسدي أو التعرض الوثيق والطويل للسوائل الجسدية والرداد التنفسي أو الأسطح المعرضة لهذه السوائل كالفراش أو الثياب.

 

أعراض مرض جذري القرود:

 

 أعراض جذري القرود قد تستغرق نحو 5 الى 20 أيام بعد الإصابة حتى تبدأ أعراض المرض بالظهور، تتراوح هذه الأعراض بين الأعراض الأولية المتمثلة في الحمى والصداع الشديد والشعور بالوهن الى الأعراض الواضحة والمميزة للمرض والتي تتمثل في انتفاخ العقد اللمفاوية وظهور بقع حمراء على الجلد وخاصة مناطق الوجه واليدين، المناطق تعد الأكثر تأثرا بهذا المرض.

تتطور هذه البقع تدريجيا حتى تصل الى شكل بثور قيحية مفلطحة ثم تجف هذه البثور وتتقشر ويتم هذا التطور خلال ما يقارب 18 يوم عموما تختفي أعراض الجذري خلال فترة 15 يوم الى شهر في المجمل.

تظهر أحيانا أعراض اضافية للمرض في بعض الحالات كالتهاب الشعب الهوائية والتهاب الدماغ كذلك تأدي بعض الحالات النادرة عدوى القرنية التي تأذي الى العمى.

 تشيع الحالات الشديدة غالبا عند الأطفال ولكن حسب منظمة الصحة العالمية فان فئة العمرية بين 40 الى 50 سنة أكثر عرضة للإصابة بجذري القرود وذلك راجع الى أيقاف حملات التلقيح ضد الجذري بعد القضاء عليه في السبعينات.

 

للأسف فلحد الآن لا وجود لأي لقاح مخصص لجذري القرود الا أن اللقاح السابق لمرض الجذري قد أظهر فعالية جيدة ضد هذا المرض لكن تبقى الوسيلة الأنجح للوقاية من جذري القرود هي عبر أخد الحيطة واتخاد تدابير الوقاية عبر تجنب التواصل مع الحيوانات الناقلة للمرض كما يجب طبخ المنتجات الحيوانية جيدا قبل تناولها أيضا يجب الحذر الشديد عند التعامل أو العناية بشخص مصاب من خلال ارتداء القفازات والكمامة والحفاظ على نظافة الجسم والمحيط.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-