أخر المواضيع

كل ما تحتاج لمعرفته عن تقنية الدماغ الصناعي


 

مقدمة

مفهوم تقنية الدماغ الصناعي

تقنية الدماغ الصناعي، والتي تُعرف أيضًا بذكاء الآلة أو الذكاء الاصطناعي، تشير إلى الأنظمة والتقنيات القادرة على نسخ وظائف الدماغ البشري من خلال معالجة المعلومات، التعلم، وتحليل البيانات. هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في مجال التكنولوجيا حيث تسعى لاستنساخ القدرات العقلية البشرية مثل التفكير، التعلم، وحل المشكلات.

تم تطوير هذه الأنظمة لتكون قادرة على تنفيذ مهام معينة بشكل مستقل، مستندة إلى خوارزميات معقدة وبيانات ضخمة، مما يجعلها قادرة على التعلم والتحسين مع مرور الوقت. يمكن تجسيد تقنية الدماغ الصناعي في عدة تطبيقات تشمل:

  • التعرف على الصوت: مثل المساعدات الافتراضية مثل "سيرى" و"أليكسا".
  • التحليل البياني: مثل أنظمة تحليل البيانات في البنوك أو الشركات الكبرى.
  • التشخيص الطبي: الاستخدامات المتزايدة للذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية.

يعتبر هذا المجال ناشئًا ومثيرًا للجدل في العديد من الأبعاد، بدايةً من أخلاقيات استخدامه وصولاً إلى تأثيراته على سوق العمل والوظائف.

أهمية فهم تقنية الدماغ الصناعي

فهم تقنية الدماغ الصناعي أصبح جزءًا أساسيًا من الوعي التكنولوجي في العصر الحديث. يتطور هذا المجال بسرعة، مما يترك تأثيرات عميقة على مختلف القطاعات. لذا، من الضروري أن يدرك الأفراد والمجتمعات أهمية هذه التقنية وتأثيراتها المحتملة.

1. التأثيرات على الحياة اليومية

من خلال فهم تقنية الدماغ الصناعي، يمكن للأفراد أن يدركوا كيف يمكن لهذه التقنية أن تؤثر على حياتهم اليومية. على سبيل المثال:

  • تحسين تجربة العملاء: تستخدم الكثير من الشركات الذكاء الاصطناعي لفهم احتياجات العملاء وتلبية توقعاتهم بشكل أسرع وأدق.
  • العناية الصحية: يساعد الذكاء الاصطناعي في تقديم علاج مخصص للمرضى، من خلال تحليل بياناتهم الصحية وتقديم توصيات دقيقة.

2. النجاح المهني

مع تزايد اعتماد الشركات على تقنية الدماغ الصناعي، أصبح من المهم للمحترفين فهم هذه التقنية لتظل مهاراتهم ذات صلة في سوق العمل. يمكن أن تشمل بعض المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي:

  • تحليل البيانات: فهم كيفية استخدام البيانات الضخمة لصنع القرارات.
  • تطوير البرمجيات: تعلم كيفية برمجة الأنظمة الذكية.

3. التحديات الأخلاقية والاجتماعية

مع الفهم الجيد لتقنية الدماغ الصناعي، يصبح الأفراد قادرين على التصدي للتحديات الأخلاقية والاجتماعية التي يمكن أن تنتج عن استخدامها. النقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها تشمل:

  • حقوق الخصوصية: كيف يتم حماية المعلومات الشخصية في عصر الذكاء الاصطناعي.
  • المسؤولية: من هو المسؤول عن الأخطاء التي قد تسببها الأنظمة الذكية.

4. الإبداع والابتكار

سواء في الفن، الهندسة، أو الطب، فإن الذكاء الاصطناعي يوفر أدوات جديدة تعزز من قدرات الإبداع والابتكار. من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي، يمكن للفنانين والمبتكرين الوصول إلى أفكار جديدة، مما يفتح آفاقًا لم تكن متاحة من قبل. على سبيل المثال، يمكن للبرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تساعد الفنانين في تصميم أعمال جديدة أو يمكن أن تُستخدم لتطوير حلول تقنية مبتكرة لمشكلات معقدة.

5. دور الحكومات والمجتمعات

تحتاج الحكومات إلى فهم تقنية الدماغ الصناعي لضمان استخدامه بطريقة تحقق الفائدة للجميع. يمكن أن يتضمن ذلك:

  • وضع الأطر القانونية: لضمان استخدام آمن وفعال لتقنية الدماغ الصناعي.
  • تشجيع التعليم والتدريب: لتمكين المواطنين من التأهل لتوظيف في قطاعات جديدة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي.

إن فهم هذه التقنية لا يقتصر على كونها مجرد معرفة جديدة بل يرتبط أيضًا بتطوير المهارات والتوجهات المستقبلية. إن الدماغ الصناعي هو ليس فقط أداة تكنولوجية بل هو تحول ثقافي يحمل في طياته مجموعة من الفرص والتحديات لجميع أفراد المجتمع.

مع التقدم السريع في هذه التقنية، سيشهد العالم تحولات عديدة تتطلب استجابة نشطة من الأفراد والحكومات والمجتمع ككل لضمان استفادتنا القصوى من هذه الفوائد مع الحفاظ على الأخلاقيات والقيم. لذا فإن فهم تقنية الدماغ الصناعي ليس خيارًا، بل هو ضرورة.

في النهاية، يعد الدماغ الصناعي بمثابة نافذة على المستقبل، وتبني هذا الفهم يتيح لنا الاستعداد للجوانب المختلفة التي يمكن أن تتشكل بها حياتنا قريبًا.

تطور تقنية الدماغ الصناعي

التاريخ الزمني لتقنية الدماغ الصناعي

لقد بدأت رحلة تقنية الدماغ الصناعي منذ عدة عقود، وتطورها السريع جعلها واحدة من أكثر المجالات تمًا للبحث والابتكار. تعود الجذور التاريخية لهذه التقنية إلى منتصف القرن العشرين، وقد شهدت العديد من المحطات المفصلية التي تستحق الوقوف عندها.

1. البداية (1950s-1960s)

  • التفكير المبكر: يعود مفهوم الذكاء الاصطناعي إلى مطلع القرن العشرين، لكن في الستينات بدأ عدد من العلماء في استكشاف إمكانية محاكاة التفكير البشري.
  • آلان تورينغ: قبيل هذه الفترة، وضع آلان تورينغ فكرة اختبار تورينغ في عام 1950، الذي يُعتبر معيارًا لتقييم ذكاء الآلة.

2. تحديات المدرسة التقليدية (1970s-1980s)

  • العقبة المعرفية: في هذه الفترة، واجهت الأبحاث تحديات كبيرة حيث كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على القواعد والمعلومات المسبقة.
  • الذعر المحيط بالذكاء الاصطناعي: أدت المشكلات التقنية إلى تراجع في التمويل والدعم للبحوث في هذا المجال.

3. عصر الانتعاش (1990s-2000s)

  • إعادة الانطلاق: مع تطور الحواسيب وظهور شبكات العصبونات الاصطناعية، بدأ الذكاء الاصطناعي بالانتعاش.
  • تطبيقات جديدة: من خلال تطوير تقنيات التعلم العميق، استطاعت الأنظمة أن تتجاوز الاعتماد على البيانات القليلة، مما بدأ يفتح أفقًا جديدًا.

4. الحاضر والمستقبل (2010s-الآن)

  • التقدم السريع: اليوم، يشهد العالم تطورات مذهلة في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك معالجة اللغات الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، وغيرها.
  • الانتشار في جميع الصناعات: بدأت تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتواجد في كل شيء، من الرعاية الصحية إلى النقل.

نقاط بارزة في التاريخ

السنةالحدث
1950طرح اختبار تورينغ
1965تطوير أول برنامج تحويل للغة الطبيعية
1980Einführung von Expertensystemen
1997فوز "ديب بلو" على بطل الشطرنج غاري كاسباروف
2012طفرة التعلم العميق

التطبيقات الحديثة لتقنية الدماغ الصناعي

تتجلى فائدة تقنية الدماغ الصناعي في شتى مجالات الحياة، حيث طورت العديد من التطبيقات التي تسهم في تحسين الكفاءة والجودة. وفيما يلي بعض التطبيقات الحديثة التي استطاعت أن تحدث تأثيرًا ملموسًا:

1. الرعاية الصحية

يعتبر الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الرعاية الصحية، حيث يمكن للتطبيقات التالية أن تحدث تغييرات جذرية:

  • تشخيص الأمراض: تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي أدوات لتحليل الصور الطبية، مثل الأشعة السينية والـMRI، للتعرف على الأمراض في مراحل مبكرة.
  • العلاج الشخصي: تعتمد الأنظمة على تحليل بيانات المرضى لتقديم خطط علاج تناسب كل حالة بشكل فردي.

2. النقل والمواصلات

تسهم تقنية الدماغ الصناعي في تحسين أنظمة النقل، ومن أبرز التطبيقات:

  • السيارات ذاتية القيادة: تقوم السيارات ذاتية القيادة باستخدام تقنيات التعلم العميق للرؤية الحاسوبية، مما يسمح لها بالتوجيه والتحكم دون تدخل بشري.
  • إدارة المرور: تستخدم الأنظمة الذكية لتحليل البيانات الحركية في المدن وإدارة حركة المرور بكفاءة أعلى.

3. الأعمال والتجارة

أثر الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال كان كبيرًا، حيث أسهم في:

  • تحليلات السوق: تساعد الأنظمة في تحليل البيانات الضخمة لفهم اتجاهات السوق وتوقع التوجهات المستقبلية.
  • خدمة العملاء: يستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير دردشة آلية للرد على استفسارات العملاء بشكل فوري.

4. التعليم والتعلم

يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على الجانب التعليمي، وتشمل التطبيقات:

  • التعليم المخصص: توفير تجارب تعلم مخصصة تناسب مهارات وقدرات كل طالب.
  • تحليل الأداء: مساعدة المعلمين على تحليل أداء الطلاب والتعرف على المناطق التي تحتاج إلى تحسين.

5. الفنون والترفيه

بدأت تقنية الدماغ الصناعي تلعب دورًا في الفنون، على سبيل المثال:

  • إنشاء الموسيقى: تستطيع الأنظمة الذكية تأليف مقاطع موسيقية جديدة بناءً على الأنماط التي تعلمتها.
  • الألعاب: تستخدم الخوارزميات الذكية لتطوير ألعاب الفيديو، مما يوفر تجارب ممتعة وواقعية.

الخاتمة

يمر الذكاء الاصطناعي بمرحلة تاريخية مثيرة، حيث يأتي مع هذه التطورات تحديات كبيرة، ولكنها تحمل أيضًا وعدًا بمستقبل أكثر ذكاءً. من الرعاية الصحية إلى النقل والتعليم، فإن استخدام تقنية الدماغ الصناعي يؤثر بشكل عميق على حياتنا اليومية.

بفهم التاريخ الزمني ونظرته التقنية، يصبح من الممكن تصور تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومساعدتنا في مواكبة هذا التطور. إن العصر الحالي هو زمن الفرص، وما زال أمامنا الكثير لنستكشفه في عالم الدماغ الصناعي.

كيفية عمل تقنية الدماغ الصناعي

في عالم متسارع، تمثل تقنية الدماغ الصناعي واحدة من أهم الابتكارات التي تسهم في تحسين حياتنا اليومية. وقد بدأنا في استعراض تطورها وتطبيقاتها الحديثة، لكن ما هو العمق الحقيقي لكيفية عمل هذه التقنية؟ دعونا نستعرض الأساسيات التي تجعل من الدماغ الصناعي نظامًا قويًا وفعالًا.

شبكات العصبونات الاصطناعية

شبكات العصبونات الاصطناعية (ANNs) تشكل الجزء الأساسي من تقنية الدماغ الصناعي، حيث تُعَدُّ تجسيدًا لتكوين الدماغ البشري. فالنجاح الذي حققته هذه الشبكات يعكس قدرتها على التعلم والتكيف، تمامًا كالعقل البشري.

1. ما هي شبكات العصبونات الاصطناعية؟

شبكات العصبونات الاصطناعية هي نماذج رياضية مستوحاة من البنية العصبية للدماغ، تتكون من وحدات يُطلق عليها "العصبونات" التي ترتبط ببعضها البعض عبر "الاتصالات". ترتبط كل عصبونة بآخرين من خلال وزن، يعكس أهمية المعلومات المنقولة.

2. هيكل الشبكة

تتكون الشبكة عادةً من ثلاثة أجزاء رئيسية:

  • الطبقة المدخلة: تستقبل البيانات الأولية وتبدأ عملية التحليل.
  • الطبقات المخفية: تتيح معالجة البيانات؛ حيث تتعلم الأنماط وتستخرج المعلومات بشكل أكثر تعقيدًا.
  • الطبقة المخرجة: تُعطي النتيجة النهائية للتنبؤ أو التصنيف بناءً على المعلومات المستخرجة.

3. كيفية العمل

عندما تُدخل بيانات الشبكة، تحدث عملية التعلم والتي تشمل الخطوات التالية:

  • نقل البيانات: تنتقل البيانات من الطبقة المدخلة إلى الطبقات المخفية. كل عصبونة تتلقى مدخلات وتمرر النتيجة إلى العصبونات المرتبطة بها.
  • تطبيق الدوال الرياضية: تتولى كل عصبونة عملية حسابية باستخدام دالة رياضية (كالخوارزمية) لتحديد كيفية تفاعلها مع المدخلات.
  • التحديث التكراري: يتم تعديل الأوزان على الاتصالات بين العصبونات لجعل التنبؤات أكثر دقة، وذلك باستخدام تقنيات مثل "الانتشار العكسي".

4. التطبيقات العملية

تعتبر شبكات العصبونات الاصطناعية أساسية في عدة مجالات، منها:

  • التعرف على الصور: مثل أنظمة التعرف على الوجوه التي تستخدم في الهواتف الذكية.
  • معالجة اللغة الطبيعية: التي تستخدم في المساعدات الصوتية مثل "أليكسا" و"سيري".
التطبيقالتفاصيل
التعرف على الوجوهالتعرف على الأفراد في الصور باستخدام ميزات مميزة مشابهة لعمل الدماغ البشري.
تنقيب البياناتتحليل كميات كبيرة من البيانات لاكتشاف الأنماط والتوجهات.

تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي

تعلم الآلة (Machine Learning) هو فرع من الذكاء الاصطناعي الذي يركز على بناء أنظمة قادرة على التعلم من البيانات، دون الحاجة لبرمجة فعلية لكل خطوة. إن فهم تفاصيل تعلم الآلة يجعله جانبًا حيويًا من التقنية.

1. مفهوم تعلم الآلة

تعلم الآلة يساعد الأنظمة على تحسين أدائها من خلال التجربة، بدلاً من البرمجة الصريحة. يتم تصنيفه إلى عدة فئات:

  • التعلم تحت الإشراف: حيث تُعطى البيانات مع تسميات (مثل تصنيف الصور).
  • التعلم دون إشراف: حيث تُحلل الأنظمة البيانات بدون أي تسميات، بحثًا عن الأنماط (مثل تجميع البيانات).
  • التعلم المعزز: يعتمد على التجربة والخطأ لتحسين النتائج.

2. كيف يعمل تعلم الآلة؟

تُستخدم خوارزميات خاصة لمعالجة البيانات وتعليم الأنظمة كيفية اتخاذ القرارات. العملية تبدأ من جمع البيانات ثم تشمل الخطوات التالية:

  • اختيار الخوارزمية: بناءً على نوع المسألة، تختار الخوارزمية المناسبة.
  • تدريب النموذج: يُستخدم جزء من البيانات لتعليم النموذج كيفية اتخاذ القرارات.
  • اختبار النموذج: يتم استخدام بيانات جديدة للتأكد من دقة النموذج.

3. التطبيقات العملية

تمتد تطبيقات تعلم الآلة إلى العديد من المجالات، تشمل:

  • تحليل النصوص: مثل التطبيقات التي تقوم بتحليل المشاعر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتعرف على المشاعر من كتابات المستخدمين.
  • توقعات الطقس: تعتمد الأنظمة على البيانات التاريخية والنماذج لإجراء توقعات دقيقة للطقس.
  • خدمة العملاء: تستخدم الأنظمة الذكية لتحليل استفسارات العملاء وتقديم حلول سريعة.

أهمية تحليل البيانات في التعلم الآلي

  • تحسين القرارات: تعزز تحليل البيانات من قدرة المؤسسات على اتخاذ قرارات مبنية على حقائق.
  • توفير الوقت والموارد: يقلل من تكلفة العمل ويزيد الكفاءة.

الخاتمة

ثمة علاقة وثيقة بين شبكات العصبونات الاصطناعية وتعلم الآلة. إذ يعكسان كيف يمكن للتقنيات أن تتطور لتحاكي العمليات الذهنية البشرية، مما يتيح لنا رؤية مستقبل مليء بالإمكانات. مع تقدم هذه التقنيات، من المهم أن نكون واعين لكيفية استخدامها وما تقدمه من فوائد، وكذلك التحديات التي قد تُواجه.

إن فهم كيفية عمل تقنية الدماغ الصناعي يمثل خطوة هامة نحو استغلال إمكانياتها الهائلة. من خلال التعلم من التجارب وتطوير الأنظمة، نجد أنفسنا على أعتاب ثورة في كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا ومع أنفسنا كأفراد.

تحديات وآفاق مستقبلية

بينما يتجمع الفكر العلمي حول تقنية الدماغ الصناعي، تقع لدينا العديد من التحديات التقنية والأخلاقية التي يجب التصدي لها. في الوقت نفسه، تقدم هذه التقنية آفاقًا مستقبلية ضخمة يمكن أن تغير مجرى حياتنا. دعونا نستكشف هذه التحديات والفرص.

التحديات التقنية والأخلاقية

إن التحديات التي تواجه تقنية الدماغ الصناعي متعددة وتعكس قضايا معقدة في مجالات مختلفة، بدءًا من التكنولوجيا وصولًا إلى الأخلاق.

1. التحديات التقنية

أ. البيانات الضخمة

  • حجم البيانات: تعتبر البيانات الضخمة أحد أكبر التحديات في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي. تتطلب تقنيات الدماغ الصناعي كميات هائلة من البيانات للتدريب وتحقيق نتائج دقيقة.
  • جودة البيانات: قد تكون البيانات المجمعة من مصادر متعددة غير دقيقة أو متحيزة، مما يؤثر على فعالية الأنظمة. فقد رأيت شخصيًا كيف أن تحليل البيانات الرديئة قد أدى إلى استنتاجات خاطئة في مشروع دراسي.

ب. التعقيد والنماذج

  • زيادة التعقيد: كلما زادت تعقيد الشبكات العصبية والخوارزميات، أصبحت معالجتها وتفسيرها أكثر صعوبة. هذا يؤدي إلى "صندوق أسود" حيث يصعب فهم كيفية الوصول إلى نتائج معينة.
  • تحديات الأداء: تحابس العمليات المعقدة التكلفة المعالجة وقتًا طويلًا، مما يتطلب موارد ضخمة.

2. التحديات الأخلاقية

أ. حقوق الخصوصية

  • مخاوف الخصوصية: مع استخدام البيانات الشخصية لتدريب النماذج، تظهر مخاطر تسريب أو إساءة استخدام هذه البيانات. على سبيل المثال، تبرز كثير من الأبحاث ضرورة إيجاد توازن بين استخدام البيانات والاحترام لخصوصية الأفراد.

ب. المسؤولية والمساءلة

  • من المسؤول؟: في حالات وقوع الأخطاء نتيجة قرارات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تتزايد الأسئلة حول من يقع عليه اللوم. هل هو المطور، المستخدم، أم النظام نفسه؟

ج. التمييز والتحيز

  • التحيز في النماذج: يمكن أن يؤدي الدمج الغير دقيق للبيانات إلى تطوير نماذج تسبب التمييز العنصري أو النوعي. من المهم التعرف على هذه التحديات وتحسين بيانات التدريب.

ملخص التحديات

التحديالوصف
البيانات الضخمةتتطلب كميات هائلة من البيانات عالية الجودة.
التعقيدصعوبة فك شفرة نتائج النماذج المعقدة.
حقوق الخصوصيةاستخدام وتحليل البيانات الشخصية بها مخاطر.
المسؤوليةصعوبة تحديد المسؤول عن الأخطاء.
التمييزالتحامل بشكل غير واعي من خلال البيانات.

الاستخدامات المستقبلية المحتملة لتقنية الدماغ الصناعي

على الرغم من التحديات، فإن الاستخدامات المستقبلية لتقنية الدماغ الصناعي تحمل إمكانيات مدهشة. دعونا نستعرض بعضها.

1. تحسين الرعاية الصحية

يمكن أن تحدث تقنية الدماغ الصناعي ثورة في الرعاية الصحية من خلال:

  • التشخيص الدقيق: من المتوقع أن تصبح الأنظمة قادرة على تقديم تشخيص دقيق لأمراض معقدة بناءً على البيانات الجينية والطبية.
  • العمليات الجراحية الذكية: تستخدم الروبوتات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في إجراء العمليات بدقة أعلى.

2. النقل الذكي

تسهم تقنية الدماغ الصناعي في تحسين أنظمة النقل بشكل كبير:

  • السيارات ذاتية القيادة: ستستمر في التطور حتى تصبح وسيلة نقل آمنة وموثوقة. من الممكن أن نرى انتشار السيارات ذاتية القيادة في الشوارع بحلول العقد القادم.
  • إدارة المرور الذكية: ستمكن الأنظمة الذكية من تنظيم حركة المرور في المدن وتحسين الكفاءة.

3. التعليم المُخصص

تسهم تقنية الدماغ الصناعي في تغيير مفهوم التعليم من خلال:

  • التعلم المخصص: ستتمكن الأنظمة من تحليل أساليب التعلم الفردية لكل طالب وتقديم محتوى يتناسب مع قدراته.
  • واقع افتراضي: يمكن استخدام نماذج التعلم الآلي لإنشاء بيئات تعليمية تفاعلية تعزز من تجربة الطالب.

4. تطوير الفنون

ستؤثر تقنية الدماغ الصناعي على المشهد الفني بشكل كبير:

  • إنشاء الموسيقى والفنون: من المتوقع أن تستمر الأنظمة الذكية في الابتكار في مجالات الفنون، مما ينتج عنه أعمال جديدة مبتكرة.
  • استكشاف الفنون الرقمية: ستمكن الأنظمة من تقديم تجارب تفاعلية تجعل الفن أقرب إلى المعجبين.

5. تعزيز الإنتاجية

يؤدي استخدام تقنية الدماغ الصناعي إلى تحسين الأداء والإنتاجية في العديد من المجالات:

  • الأعمال: استخدام التحليل الذكي للبيانات لفهم السوق واتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على الحقائق.
  • إدارة الوقت: ستساعد الأنظمة في تنظيم المهام والتذكيرات، مما يسهم في توفير الوقت وتحسين الفعالية.

الخاتمة

بينما نواجه تحديات متعددة في مجال تقنية الدماغ الصناعي، تظل آفاق الاستخدامات في المستقبل واعدة. الفرق بين الفوائد والتحديات يعتمد على كيفية التعامل مع البيانات والتقنيات بشكل مسؤول وأخلاقي. إن إدراكنا لهذه التقنية واستخدامها بحكمة يمكن أن يقودنا إلى عالم مليء بالفرص والتطورات التي يمكن أن تغير من مجرى حياتنا.

من المهم أن نواصل المراقبة والتقييم والتطوير في هذا المجال، ليكون لدينا مستقبل يعيش فيه الجميع في تناغم مع التقنيات المتقدمة، بينما نحافظ في الوقت نفسه على قيمنا الإنسانية وأخلاقياتنا. المستقبل هنا، وعلينا أن نكون جاهزين لاستقباله.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-